القرود الخمسة و العلاقات بين المسيحيين والالاخوة الاحباء

[/url[/img]

نظرية القرود الخمسة و العلاقات بين المسيحيين والالاخوة الاحباء

م.عماد خليفة توماس

الأحد, 03 فبراير 2008

فى علم الإدارة الحديثة هناك درس هام يسمى "نظرية القرود الخمسة" وهو يحكى قصة طريفة لتوصيل مبدأ معين من مبادئ علم الإدارة.تقول هذه القصة المعبره :

" إذا افترضنا انك أحضرت خمسة قرود، ووضعتهم في قفص، وفى منتصف القفص قمت بتعليق حزمة موز، ووضعت تحتها سلما. بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول إلى الموز. ما أن يضع يده على الموز، أطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!!

بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفا من الماء البارد.

الآن، أبعد الماء البارد(مصدر الخوف والتهديد) وأخرج قردا من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قردا جديدا لنسميه (سعدان) لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد.

سرعان ما سيذهب القرد (سعدان) إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم (سعدان) أنه إن حاول قطف الموز سينال (علقة قرداتية) من باقي أفراد المجموعة!

الآن أخرج قردا آخر ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد (غير القرد سعدان)، وأدخل قردا جديدا عوضا عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد.

القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا لمنعه. بما فيهم (سعدان) على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (علقة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد (ربما تعويضا عن حرقة قلبه حين ضربوه هو أيضا( !!

استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قردا جديدا، وسيتكرر نفس الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة!

في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم. لماذا؟ لا أحد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت"!

لست أعلم بعد أن قرأت هذه القصة، تذكرت ما يحدث بين المسيحيين والمسلمين فى مصر، فتجد جمع من الالاخوة الاحباء يخرجون عن بكرة أبيهم يهاجمون بيوت المسيحيين، ويتعرضون لبناتهم، ويكسرون كنائسهم، وينهبون محلاتهم، وربما أغلبهم لا يعلمون ماذا يفعلون، وليس لديهم مبرر لكل هذا العنف، بل يكررون ما فعله أسلافهم وارجعوا إلى كتب التاريخ فهى خير شاهد، وكأن التاريخ يُعيد نفسه من جديد !!

وتذكرت الأطفال-الذين كانوا أبرياء- وهم يكفرون إخوتهم فى الإنسانية والوطن، وينادونهم بـ "العضمة الزرقاء" ويبدو أنهم مثلما وجدوا أبائهم كذلك يفعلون !!

وتذكرت العلماء –هكذا يزعمون-أمثال زغلول النجار والعوا وعمارة وغيرهم، وهم يهاجمون المسيحية على صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات، حتى أنك لا تندهش عندما ينضم إلى الركب – مثل القرد سعدان- الدكتورة زينب عبد العزيز التى نشرت مقالة بجريدة القدس العربي وفيها تخاطب بابا الفاتيكان باللغة العربية تحت عنوان "هستيريا تنصير العالم: خطاب مفتوح إلي البابا بنديكت السادس عشر" وتواصل مسلسل الهجوم على المسيحية وكأن بابا الفاتيكان يتقن اللغة العربية بالفطرة ويحرص على مطالعة جريدة القدس العربي كل يوم !!

وليتها جاءت بجديد لكنها تكرر نفس الاتهامات و"الاسطوانات المشروخة" ويستضيفها المذيع معتز الدمرداش فى برنامجه (90 دقيقة) المذاع على قناة تحت إشراف مصرى وطنى، وكأنه يكافئها على جهلها التاريخى بالمجامع المسكونية ولم تجاوب على السؤال الهام لماذا تخشون من التبشير وما هى وظيفة كليات الدعوة الإسلامية ؟ ولماذا يرسل الأزهر الشريف دعاة إلى كل دول العالم لنشر الإسلام !!

وتذكرت أيضاً ما يحدث فى معرض القاهرة للكتاب كل عام وكم الكتب الذى لا حصر له، بعضها يتهم الكتاب المقدس بالتحريف والبعض الآخر يسخر من عقيدة الثالوث وصلب المسيح ويرددون نفس الاتهامات والشبهات الوهمية الباطلة التى جاءت فى كتاب "إظهار الحق" لرحمة الله الهندى منذ مئات السنين ، فينقلون ويقتبسون ويقلدون تقليداً أعمى ويملئون الكتب ويكررون ما فعله –القرد سعدان- وهم لا يدرون ماذا يفعلون !!

وفى مبدأ حرية العقيدة ، فقد سرنا على مبدأ قاله التاريخ لنا " الناس على دين ملوكها " فكلنا مسلمون بالفطرة...ونسينا حق وفاء قسطنطين ومحمد حجازى وعماد ونانسى رؤوف فى اعتناق الدين الذى يرغبونه ما داموا غير مرغمين، وجعلنا من أنفسنا أوصياء وحكماء ومدافعون عن الله وكأن الله يحتاج لمن يدافع عنه !!

وفى مجلس الشعب الموقر، تغيرت قوانين كثيرة ومازال قانون "الخط الهمايونى" ومشروع قانون "دور العبادة الموحد" فى أدراج مجلس الشعب ولا أحد يريد فتح الدرج !!

وعندما نتساءل عن السر فى ذلك لا تجد جوابا مقنعا فلا حياة لمن تنادى !!

وهناك من ينادى بمصر الإسلامية وآخر ينادى بمصر القبطية حتى النخاع ونسينا أن مصر فى الأصل فرعونية !!

صرخ المسيحيون بأعلى صوتهم عندما كفرهم "عمارة" فى كتابه "فتنة التكفير" ونسينا أن هناك وثيقة للفاتيكان تقول أنها الكنيسة الصحيحة ، وعلى أرضنا الحبيبة تم تكفير الإنجيليين والكاثوليك..ورفض المسيحيون جميعا شهود يهوه والسبتيين الادفنتست .. ونسينا أن لا أحد يستطيع أن يزعم انه يملك الحقيقة المطلقة وأن الحرية لا تتجزأ فكل ما تريد أن يفعل الآخرين بك افعل هكذا أنت أيضا بهم !!

المسلمون السنة كفروا إخوانهم المسلمون الشيعة، وحكموا حكما غائبا على إخوانهم البهائيين والدائرة تدور!!

خلاصة القول، أننا – مسيحيين والاخوة الاحباء - مازلنا نكرر ما فعله القرد (سعدان)، فى نفى الآخر وتكفيره سواء مع أتباع الدين الآخر، أو داخل مذاهبنا المتعددة !!

فقبل أن نقول للقرد الآخر لا تصعد السلم لالتقاط الموز، علينا أن نقول للقرد سعدان لا تمنع القرد الآخر من التقاط الموز

وهكذا بالمثل قبل أن نقول للباكي كف عن البكاء علينا أن نقول للضارب لا تضرب !!

منقوووووووووووووووووول[/url[/img]

» اعتداءات علي المسيحيين في نجع حمادي ...... الي متي سيستمر الاضطهاد