[b]كارثه شبابيه : ادمان الحشرات[/b]

[b]الاهرام المصرية
GMT 22:15:00 2005 الخميس 3 فبراير
من منكم لم يسمع عن إدمان البانجو والحشيش والهيروين وغيرها من المواد المخدرة؟‏..‏ ولكن هل تخيل أحدكم أن النمل والصراصير والخنافس وغيرها من الحشرات القارضة أصبحت أحدث صيحة في عالم الإدمان بعد أن اطلقوا عليها علميا الإدمان الحيواني‏!‏ ولا تندهشوا إذا عرفتم ـ أيضا ـ أن الصابون والكبريت دخل قائمة الإدمان بعد أن عرف بين فئات المدمنين بالأرخص سعرا‏,‏ بينما اطلق عليه علماء النفس مصطلحا علميا اسمه البيكا‏.‏ وقبل أن تطول بكم الدهشة وتسيطر الحيرة علي عقولكم ترصد تحقيقات الجمعة اعترافات بعض المدمنين الذين سقطوا في بئر الإدمان دون أن نغفل رفع رايات التحذير أمام الآباء والأمهات داخل بيوتهم حماية لأبنائهم من الانزلاق في هذه الدائرة التي لا نعرف نهايتها‏!‏
تعالوا أولا نسمع اعترافات مدمني الحشرات فكما يقول‏(‏ م‏.‏أ‏)‏ طالب بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة ـ بدأت اشرب السجائر منذ كنت في الصف الثاني الاعدادي بإحدي المدارس بمحافظة الجيزة ثم اصبحت أتعاطي المية يقصد‏(‏ الخمور‏)‏ في المرحلة الثانوية وبعد ذلك عرفت طريق ادمان البانجو منذ التحاقي بالجامعة وعندما عرف والدي بذلك بدأ في محاولة منعي من الخروج من المنزل وعدم اعطائي مصروفا خاصة أنني الابن الوحيد لهما فاضطررت إلي اللجوء لتناول النمل والصراصير كوجبة ادمانية رخيصة اعتدت علي شرائها من أحد العاملين بمنطقة المقابر القريبة منه وأخيرا قام والدي بالاتصال بالجمعية المصرية الدولية لمعالجة الإدمان التي بدأت تتبع معي أسلوب العلاج المنزلي وأنا في طريقي للشفاء إن شاء الله‏.‏
هذه حالة أخري‏(‏ أ‏.‏ع‏)‏ طالب في المعهد العالي للهندسة الزراعية بالمطرية يقول‏..‏ عمري‏19‏ عاما‏,‏ تعرفت علي شباب حرفيين في المنطقة المحيطة بالمعهد وبدأت من خلالهم مشواري مع شم الهيروين وصرت ابحث عن المال بأي طريقة حتي سرقت من والدي مبلغ‏5‏ آلاف جنيه وهربت من المنزل وأخذت اتعاطي المخدرات حتي نفد المبلغ فطردوني وكنت اشتري منهم المخدرات في سيارة‏(‏ دولاب‏)‏ متحرك لبيع المخدرات وكانت وسيلة الاتصال بيننا هي المحمول‏,‏ ولم أجد مأوي اذهب إليه خاصة بعد أن قضيت يومين كاملين علي قهوة أمام المعهد جربت خلالهما تعاطي الخنافس التي لم تؤثر في بشكل كبير‏.‏
وتوضح هذا النوع الجديد السيدة‏(‏ ف‏.‏ع‏)‏ ربة منزل‏52‏ عاما حيث تعترف قائلة ـ منذ‏23‏ عاما أثناء فترة الحمل الأول وكنت احب شم رائحة أحد أنواع الصابون الأفرنجي الموجود في الأسواق حتي بدأت مرحلة تناوله طوال فترة الوحم التي طالت وبعد الانجاب توقعت أني سأتوقف عن هذه الحالة حتي أصبحت مدمنة تناول هذا الصابون لدرجة جعلتني اشتري هذه الصابونة واقوم بتقسيمها إلي‏10‏ أجزاء واحملهم دائما معي في حقيبة يدي لأتناولها مثل اللبان واللب نتيجة لهذا حدثت لي تشوهات أنثوية حتي أصبحت ملامح وجهي مقززة نتيجة المادة الكاوية الموجودة بالصابون لدرجة جعلت زوجي يطلقني وأمام اصرار أولادي رضخت لرغبتهم في بدء مرحلة العلاج عن طريق الزعتر وحبة البركة التي ما أزال اجاهد مع نفسي كي اتخلص تدريجيا من هذا الإدمان‏.‏
ويقول‏(‏ ح‏.‏ل‏)‏ طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس‏..‏ بدأت ادمان الكبريت بعد تحويل رأسه إلي مسحوق وأضع عليه قرصين من الأقراص المهدئة واتعاطاه عن طريق الخابور باستنشاقه وهذا يحدث لي نشوة وسعادة ادمانية كبيرة نتيجة للدخان الأزرق المتصاعد وهذا بعد مشوار طويل مع تعاطي المخدرات

*اكتشاف بالمصادفة
وسجلت هذه الأنواع لأول مرة الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الإدمان برئاسة الأستاذ هشام عباس بالمصادفة حيث يقول‏..‏ ذات يوم وصلنا بلاغ من أحد مندوبينا في منطقة مقابر باب النصر ثم الإمام الشافعي بوجود ظاهرة ادمان النمل والصراصير والخنافس بين ساكني ورواد المقابر وانتشارها وبداية توغلها في المناطق الراقية نظرا لرخص ثمنها مقارنة بالأنواع الإدمانية الأخري وبشكل مبدئي وجدنا أن شريحة المتعاطين لهذا النوع هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين‏25‏ ـ‏40‏ عاما كما اكتشفنا وجود هذا النوع الادماني منذ أيام الحربين العالمية الأولي والثانيه في مصر وتنتشر أماكن بيع المخدرات‏(‏ الدواليب‏)‏ في مدينة الشروق الجديدة وفي منطقة العبور وفي منطقة الاسماعيلية والسويس بشكل أكبر‏...‏
وبدأ يظهر هذا النوع تدريجيا مرة أخري تحديدا في منطقة المقابر بمحض المصادفة حيث كان أحد الأشخاص الموجودين في هذه المنطقة نائما علي الأرض وبعد استيقاظه أراد اشعال سيجارة وأثناء ذلك وجد نملة تسير بجواره فقام بلسعها علي سبيل التسلية ولم يعلم أنها التصقت بقلب السيجارة وعندما بدأ يشربها احدثت له حالة رقي مزاجي من هنا بدأ مشواره مع عالم تدخين كل ما يقابله من حشرات حوله وانتشر هذا الادمان الحيواني بقوة الصاروخ‏.‏

*جهود المكافحة
تقوم الجمعية علي مجهودات اعضائها الذاتية والتي يبلغ عددهم حوالي‏2‏ مليون عضو داخل وخارج الجمهورية وقررنا أن يكون العام الحالي هو عام‏(‏ تحرير المرأة من أسر الادمان‏)‏ من خلال عقد سلسلة ندوات متتالية تغطي الجمهورية كما قمنا بتبني مشروع‏(‏ أصدقاء فرسان محاربة الادمان‏)‏ وذلك بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب ووزارة التعليم العالي بتكوين أسر لا يقل عدد أعضائها عن‏15‏ طالبا وطالبة و‏15‏ أستاذا في اطار استحسان‏.‏ المال العام‏,‏ كما قمنا برصد مكافأة مالية قدرها خمسون جنيها في حالة الابلاغ عن حالة مدمنة أو الاشتباه فيها ونقوم بصرف هذه المكافأة بعد التأكد من صحة هذا البلاغ المكتوب‏,‏ كما نتلقي اتصالات أسر المدمنين علي أرقام الجمعية من الساعة السابعة وحتي العاشرة مساء طوال أيام الأسبوع ما عدا الجمعة‏,‏
كما سنقدم مشروعا بعنوان‏(‏ المدرسة الالكترونية‏)‏ حتي تستطيع الادارة التعليمية وولي الأمر متابعة ما يحدث في المدرسة التي يلتحق بها ابناؤه خاصة أن الحد الأدني للمدمنين في مصر من وجهة نظرنا هو‏6‏ ملايين بخلاف أعداد المدمنين الذين يتم علاجهم خارج مصر ووجود أعداد أخري لا نعرف عنها شيئا ويتم علاج معظمهم‏(‏ بالعلاج المنزلي‏)‏ حيث لا تزيد الأماكن المخصصة لعلاج المدمنين في مصر عن‏600‏ سرير في المستشفيات الحكومية والخاصة‏.‏

*تفسير الظاهرة
يفسر لنا الدكتور‏/‏ سيد عبدالعظيم رئيس الجماعة المصرية للطب النفسي هذه الظاهرة قائلا ـ تنتشر هذه الأنواع بين طبقة الحرفيين والعمال خاصة من ساكني ورواد منطقة المقابر التي تتسم بتدني المستوي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتتسبب هذه المواد العضوية في تلف الجهاز العصبي وخلايا المخ العصبية لذا تؤثر علي درجة الوعي والتذكر والاستيعاب لدي الطلبة ونادرا مايلجأ المثقفون إليها إلا في حالة حب الاستطلاع والتجربة ولضيق ذات اليد ومن ناحية أخري يطلق علي مدمني المواد التي لاتؤكل كالصابون والكبريت والطين وغيرها مصطلح البيكا‏.‏ ويري الدكتور سيد أن الجهل والفقر ومشاكل الأسرة بجانب عدم وجود رقابة علي الأبناء فضلا عن البطالة هي الأسباب الحقيقية لانتشار مثل هذه الأنواع بين الفئات الفقيرة بجانب أصدقاء السوء والحل الوحيد يكمن في توفير الوقاية الابتدائية بتوعية الشباب والأسر بمخاطر هذه الأنواع والمعالجة السريعة للمدمن في أول مشواره مع الادمان وأخيرا تأهيل المدمن بعد أن يتمكن الادمان منه للدخول في مرحلة العلاج الذي يستغرق وقتا طويلا لأن الإدمان هنا يصبح مثل المرض المزمن‏

منقول

» محاضره عن ادمان الدين
» ادمان الجنس حقيقه ام خرافات